مع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، تتكشف تدريجيًا صورة الخسائر الهائلة التي خلّفتها الحرب المستمرة منذ عامين، والتي أرهقت الطرفين بشريًا واقتصاديًا، وغيّرت ملامح قطاع غزة بشكل شبه كامل.
غزة.. خسائر بشرية واقتصاد مدمّر
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل أكثر من 67 ألف فلسطيني في قطاع غزة، بينهم نحو ثلث من الأطفال دون سن الثامنة عشرة، وفق وزارة الصحة في القطاع.
ولا تميّز الإحصاءات بين المدنيين والمقاتلين، بينما تقول إسرائيل إن نحو 20 ألفًا من القتلى ينتمون للفصائل المسلحة.
الدمار طال كل شيء تقريبًا. فبحسب تحليل صادر عن مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة، تم تدمير أو تضرر نحو 193 ألف مبنى في غزة، بينما تعمل 14 فقط من أصل 36 مستشفى، وفق منظمة الصحة العالمية.
كما تعاني أكثر من 514 ألف أسرة من الجوع الحاد، بحسب نظام التصنيف المتكامل للأمن الغذائي، ما يجعل القطاع في مواجهة أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه الحديث.
ويقول البنك الدولي إن الاقتصاد الفلسطيني يشهد أكبر انكماش منذ جيل كامل، في ظل توقف شبه تام للأنشطة الاقتصادية في غزة.
وتقدّر الأمم المتحدة أن كلفة إعادة إعمار القطاع قد تصل إلى 52 مليار دولار، وهي عملية قد تستغرق سنوات طويلة بسبب الدمار الواسع وتبدد البنية التحتية.
إسرائيل.. خسائر مالية رغم “المرونة” الاقتصادية
على الجانب الآخر، لم تخرج إسرائيل من الحرب دون خسائر فادحة. فقد بلغت الكلفة العسكرية للحرب نحو 63 مليار دولار خلال عامين، تشمل الإنفاق على الجنود وأنظمة الدفاع والذخائر، وفق تقديرات بلومبرغ.
ورغم ما يظهره الاقتصاد الإسرائيلي من مرونة نسبية، إلا أنه انكمش بنسبة 7% عمّا كان متوقعًا قبل الحرب، فيما ارتفع العجز المالي إلى 4.9% عام 2025، مقارنةً بـ0.9% فقط قبل الحرب.
كما وصل الدين العام إلى 70% من الناتج المحلي، مدفوعًا بارتفاع تكاليف الاقتراض وتراجع التصنيف الائتماني في 2024.
وأشارت دراسة لمؤسسة "راند" الأميركية إلى أن إسرائيل قد تخسر نحو 400 مليار دولار من ناتجها الاقتصادي خلال العقد المقبل، نتيجة تراجع الاستثمارات والإنتاجية، والعزلة التجارية المتزايدة بعد سحب صناديق استثمارية أوروبية كبرى أموالها من شركات إسرائيلية.
خسائر بشرية في إسرائيل أيضًا
وبحسب بيانات رسمية نقلتها وكالة رويترز، قُتل ما لا يقل عن 1665 إسرائيليًا وأجنبيًا بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسبتمبر/أيلول 2025، من بينهم 1200 شخص في هجوم السابع من أكتوبر وحده.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 466 جنديًا وإصابة نحو 3 آلاف آخرين خلال عملياته البرية في غزة.